نسج الأمل بتمكين مهارات العمل

أخبار
Hashmi Orphans

كان يوم 9 نيسان الماضي يوما مميزاً لكثير من المشاركين في تدشين مشروع جمعية التأهيل والرعاية الخيرية الممول من الاتحاد الأوروبي. وهو مشروع دعم للمجتمع المدني وتمكين المرأة في وادي الأردن. 
ترأس حفل الافتتاح رندة الشعار عضو البرلمان الأردني وراعية الحفل، ملقيةً كلمة  الافتتاح عن الدور الرئيسي والفعال للمرأة الأردنية في تنمية الاقتصاد المحلي في منطقة وادي الأردن. والمعروف عن النائبة نشاطها في الدفاع عن حقوق المرأة ولا سيما في جيوب الفقر في الأردن، كما هي دؤوبة في عملها على نشر الوعي العام الأردني لدعم سكان الأغوار الجنوبية. 
وكانت جمعية التأهيل والرعاية الخيرية قد حصلت على منحة الاتحاد الأوروبي في أواخر العام الماضي، والجمعية  تتلقى الدعم من شركة إيست نتس (EastNets)، التي يرأسها حازم ملحم، وهو أيضاً رئيس مجلس إدارة جمعية التأهيل والرعاية الخيرية . 
سيتم استغلال هذه المنحة لبناء قدرات المنظمات المدنية وتمكين عمل المرأة في وادي الأردن. والمنحة جزء من صندوق مانح للإتحاد الأوروبي يدار من قبل المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن. وتمول هذه المنحة سلسلة من ورش العمل، يديرها خبراء في تدريب المنظمات المدنية على إقامة المشاريع وإدارتها. ويركز التدريب على المهارات التنظيمية المطلوبة للتأهل لمشاريع تقام من قبل مؤسسات أردنية مدنية. ويشمل ذلك طريقة التفكير في اختيار المشاريع الأنسب ووضع مقترحات وخطط عمل لها بحيث تكون مستدامة وفعالة.
لم يتمكن ملحم من حضور حفل الافتتاح ولكن بعث ممثل عنه لحضور الحفل. “إن هذا المشروع هو فرصة أخرى مهمة لإحداث تغييرات على مستوى القاعدة الشعبية في المناطق الفقيرة في الأردن. ونحن نعلم أنه ليس من السهل أن يتغير واقع الحال بسرعة، ولكن من تجربتنا في جمعية التأهيل والرعاية الخيرية المؤسسة عام 1992، نرى أن أفضل نهج لتفعيل الاقتصادات المحلية هو من خلال بناء مهارات تولد أعمال ودخول مستدامة لقاطني المناطق الفقيرة. وهذه الأعمال المستقدمة تخلق فرص عمل جديدة للآخرين. والجمعية على ثقة أن النجاح دائماً يولد نجاحات أكبر، كما أن بث الأمل غالباً ما يعدي آخرين بالأمل، وذلك يساهم في اقتلاع المشاعر السلبية الجماعية. ومشروعنا الممول من قبل الاتحاد الأوروبي هو كغيره من المشاريع الأخرى التي تعمل على نشر الأمل في الجيوب الأكثر فقراً في الأردن،" قال ملحم في محادثة هاتفية مع الجمعية. 
مشروع الجمعية سوف يستمر بالعطاء لمدة 20 شهراً، مقدماً الدعم للمنظمات المدنية في وادي الأردن، وهي في معظمها أسست من قبل نساء ناشطات في الأعمال المدنية الريادية. 

يضيف المهندس عصام عطوان، مدير المشروع، أن أهداف المشروع هي في ثلاث محاور: "بناء قدرات فعالة بين المنظمات المدنية، التي سيتم اختيارها مسبقا على أسس تأهيلية صارمة. الهدف الثاني هو إقامة برامج ترتكز على تمكين المرأة في المجتمع كعضواً فعالاً ومنتجاً؛ وأخيرا، نأمل أن  ينتج من بين النساء قادةً قادرين على تدريب آخرين في تخطيط المشاريع وإدارتها ".
يعاني وادي الأردن من فقر شديد، حيث يفتقر إلى امكانات الاقتصادات المحلية القوية المتنوعة. وذلك على الرغم من كون وادي الأردن غني بموارده المساعدة على جلب الاستثمارات. فمعظم الاستثمارات تذهب لمشاريع تسيطر عليها الشركات الكبرى، كصناعة البوتاس والزراعة والسياحة المنظمة. ولدى المنطقة وفرة من الإمكانيات السياحية غير المستغلة التي بمقدرتها إفادة السكان المحليين إن أُحسِن استغلالها، هذا هو ما يصبو إليه مشروع الجمعية لتدريب عاملي المنطقة، بالمشاركة الأوروبية . ووادي الأردن غني أيضاً بالمواقع التاريخية والأثرية ويعتبر فريد من نوعه من الناحية الجيولوجية، موفراً لزواره مناظر مثيرة وخلابة. كما أن للمنطقة أهمية بيئية كبرى كإستراحة على مسار الطيور المهاجرة.
وفي كلمة ختامية، أكد الدكتور خلف نزال العشوش، ممثل المنظمات المدنية في المنطقة، على الدور الأساسي الذي تلعبه المرأة في تنمية مجتمع واقتصاد وادي الأردن، مختتماً كلمته بـ “بدون تمكين المرأة لن يكون هناك تمكين للمستقبل”.
تأسست جمعية التأهيل والرعاية الخيرية من قبل الراحل محمد عياش ملحم، الناشط في قضايا المجتمع والمحامي المعروف في الكثير من أنحاء الشرق الأوسط. وقد أسس جمعية التأهيل والرعاية الخيرية في الأردن وخصص عملها في تمويل المشاريع المنتجة وفي التعليم والتدريب وتنمية مهارات المجتمع المدني وتمكين المرأة.
يقول ملحم أنه سيستمر في إرث أبيه الخيري، مكرساً وقته وماله الشخصي، فضلاً عن الموارد المالية والمهنية المقدمة من شركته إيست نتس. وتقوم الشركة، التي أسسها في عام ١٩٨٤، بتطوير حلول الامتثال المالية العالمية. ويضيف ملحم: “إن الالتزام بمواصلة الجهود الخيرية سيبقى جزء لايتجزأ من المسؤولية الاجتماعية المستدامة للشركة، بل الخطة هي أن نتوسع بأعمالنا الخيرية.”